أولاً وقبل كل شيء، يجب أن ندرك أن النفط يعتبر مورداً استراتيجياً حيوياً للاقتصادات الوطنية والعالمية. يستخدم النفط على نطاق واسع في قطاعات مختلفة مثل: الصناعة، والنقل، والزراعة، والتدفئة، وتوليد الكهرباء، وبالتالي يكون للدول التي تمتلك موارد نفطية ضخمة دور استراتيجي في تلبية احتياجات العالم من النفط.
الحروب والنفط يرتبطان بشكل وثيق، فالحروب والصراعات السياسية بين الدول تعد أحد أهم العوامل المؤثرة على سعر النفط داخل السوق الاقتصادي. فقد شهد العالم عدد من التوترات السياسية خلال الفترات الماضية والتي كان لها تأثير مباشر على حالات العرض والطلب والتي أدت بطبيعة الحال إلى تقلب أسعار النفط حول العالم.
أثر الحروب على أسعار النفط
اضطرابات في إمدادات النفط
يؤدي الصراع المسلح إلى اضطرابات في إمدادات النفط من المناطق المتأثرة بالصراع، حيث يمكن تعطيل إنتاج النفط وتعطيل عمليات النقل والتصدير. وهذا يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع الطلب على النفط من مناطق أخرى، مما يزيد من الأسعار.
تخوف المستثمرين
يؤدي الصراع المسلح إلى تخوف المستثمرين في سوق النفط، حيث يعتبر النفط موردًا حيويًا للاقتصادات العالمية، وبالتالي عندما يحدث صراع مسلح يتردد المستثمرون في الاستثمار في صناعة النفط وقد ينتظرون استقرار الأوضاع قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية، وهذا يعمل علي تقلص الاستثمار في قطاع النفط وتراجع الأسعار.
أمثلة تأثير الحروب على النفط
في الفترات الاخيره انتشر الصراع السياسي بين مختلف دول العالم فعلي سبيل المثال حرب روسيا وأوكرانيا، حيث شهدت أسواق النفط العالمية حالة من الغلاء لم تكن مسبوقة من قبل، حيث نتج عنها ارتفاع حاد في أسعار النفط حتى تخطت حدود 140 دولارًا للبرميل الواحد، وهي المرة الأولى التي تشهد ارتفاع كبير كهاذا في أسعار النفط منذ الأزمة المالية العالمية، وقد جاء اجتماع التحالف مع إصرار على التمسك بالزيادة التدريجية في الإنتاج، التي كانت مقررة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي تُقدَّر بنحو 400 ألف برميل يوميًا من النفط الخام
وها نحن هنا أمام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "طوفان الأقصى"!
وهى عملية عسكرية ممتدة شنَّتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس، والتي أسفرت عن سقوط آلاف من القتلى والجرحى الإسرائيليين، ترتب على ذلك ارتفاع أسعار النفط بنسبة 4٪ يوم الاثنين، وهذا بسبب التخوف من تعطيل الإنتاج في الشرق الأوسط بسبب الوضع في إسرائيل وغزة، كما ارتفع معيار النفط الأمريكي (خام غرب تكساس الوسيط)، إلى أكثر من 86 دولارا للبرميل الواحد، وهنا ارتفع سعر خام برنت في التعاملات الآسيوية المبكرة،
إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة دولتين غير منتجتين للنفط، ولكن منطقة الشرق الأوسط تمثل ما يقرب من ثلث العرض العالمي للنفط لذلك يعد الشرق الاوسط عمود من أعمدة سوق النفط العالمي.
بشكل عام، يمكن القول أن الحروب تؤثرسلبًا على أسعار النفط وإنتاجه بالسلب، لأنها تعمل خلال تعطيل إمدادات النفط، وتدمير البنية التحتية ونزوح العمالة المهنية.
يجب أيضًا ملاحظة أن العوامل الأخرى مثل العرض والطلب والتقلبات الاقتصادية العالمية تلعب أيضًا دورًا في تحديد أسعار النفط.
تعرف من خبراء فلاجيدو على أشهر العوامل التي تؤثر علي السوق الاقتصادي.