مراجعة و تقييم Deriv 2025

عند الحديث عن شركة Deriv، قد يخيّل للبعض أنها واحدة من عمالقة صناعة التداول العالمي، خاصة مع ما تروج له من كونها شركة “عتيقة” ذات خبرة تمتد لأكثر من 26 عامًا، تأسست الشركة في عام 1999 وتقدم نفسها كمنصة متكاملة توفر تجربة تداول سهلة وآمنة عبر الإنترنت، وتدّعي توفير وصول إلى أكثر من 300 أصل مالي، بدءًا من العملات والأسهم، وصولًا إلى المؤشرات والعملات المشفرة، لكن، هل هذه الصورة المشرقة التي ترسمها Deriv عن نفسها مطابقة للواقع؟ وهل تتوافق هذه الادعاءات مع التجربة الحقيقية للمتداولين؟ هذا ما سنقيمه في هذا المقال الشامل.

شركة Deriv

تعد شركة Deriv من شركات الوساطة المعروفة التي تقدم خدمات التداول في الأسواق المالية، وتحاول الشركة جذب المتداولين من مختلف المستويات من خلال تنوع منصاتها وأدواتها، لكن مثل أي شركة وساطة، هناك ما يُحسب لها، وهناك أيضًا نقاط تستحق التوقف عندها.

تفتخر الشركة بتاريخها الطويل في عالم التداول، ولكن إصرار الشركة على تسويق نفسها كشركة “ذات تاريخ طويل” لا يعني بالضرورة جودة الخدمة أو الشفافية، فالزمن وحده لا يكفي لقياس الموثوقية، خاصة في سوق ديناميكي كالتداول المالي حيث يتغير كل شيء بسرعة.

رغم مضي أكثر من عقدين على تأسيس Deriv، إلا أن تقييمات المستخدمين في عدة منصات مستقلة تشير إلى تجارب مختلطة، تتراوح ما بين مشكلات في السحب، إلى شكاوى حول بطء الدعم الفني وعدم وضوح شروط بعض العقود.

التراخيص والتنظيم

تستعرض Deriv قائمة بتراخيصها في أكثر من دولة، مثل فانواتو ومالطا وجزر فيرجن البريطانية، وهي بلا شك تبدو وكأنها دليل على الشرعية، ولكن عند التدقيق، نجد أن معظم هذه التراخيص صادرة من هيئات تنظيمية تصنَّف عالميًا ضمن الفئات الضعيفة أو المتساهلة، ولا تتمتع بقوة الرقابة الصارمة التي يتمناها المتداولون.

فمثلًا، هيئة VFSC في فانواتو معروفة بقلة الشروط المفروضة على الشركات، ما يجعلها ملاذًا آمنًا لمن لا يرغبون في رقابة حقيقية، كذلك الحال مع Labuan FSA وBVI FSC، اللتين تتيحان تسجيل الشركات بسهولة مقابل رسوم بسيطة.

وعليه، فإن وجود تراخيص في هذه المناطق لا يعني بالضرورة أن الشركة تعمل تحت رقابة صارمة تضمن حماية أموال العملاء، بل بالعكس، قد يكون ذلك مؤشّرًا على سعي الشركة لتفادي الأنظمة التنظيمية الأكثر صرامة مثل FCA البريطانية أو CySEC القبرصية.

الأدوات المالية المتاحة في الشركة

تقدم Deriv مجموعة من الأسواق، تشمل الفوركس، الأسهم، المؤشرات، السلع، العملات الرقمية، وحتى صناديق المؤشرات المتداولة، ورغم أن هذا التنوع قد يبدو جذابًا على الورق، إلا أن تنفيذه على أرض الواقع لا يخلو من المشكلات.

سوق الفوركس: تتفاخر الشركة بتوفير أكثر من 50 زوجًا من العملات، مع رافعة مالية تصل إلى 1:1000، وفي حين أن هذه الرافعة قد تغري المتداولين الجدد، إلا أنها في الواقع تمثل سلاحًا ذا حدين، هذا النوع من الرافعة غالبًا ما يُستخدم في الشركات التي لا تخضع لرقابة مالية صارمة، لأنها تضع العملاء في مواقف مخاطرة مفرطة، دون أن تتحمل الشركة أية تبعات.

كما تدعي الشركة أن التداول بدون فوائد ليلية (Swap-Free) هو ميزة، بينما هو أمر طبيعي في العديد من المنصات الأخرى، بل إن بعضها يقدّم ذلك ضمن حسابات إسلامية واضحة ومخصصة، بخلاف Deriv التي تدرج هذا الخيار بدون إطار تنظيمي شفاف.

تقدم Deriv عقود فروقات (CFDs) على أسهم كبرى مثل Tesla وAmazon، وتدعي أنها توفّر تداولًا دون عمولات، إلا أن التداول بعقود الفروقات تحديدًا يحتاج إلى مستوى عالٍ من الشفافية في أسعار السبريد، والتنفيذ، وحماية الرصيد.

والمشكلة أن المنصة، وفقًا لشكاوى بعض المستخدمين، لا توفّر دومًا الحماية من الرصيد السالب كما تدّعي، مما يجعل المتداول عرضة لخسائر أكبر من رأس ماله الأصلي، كذلك، فإن تداول عقود الفروقات لا يُناسب المتداولين الجدد، خصوصًا في ظل غياب أدوات تعليمية متقدمة أو دعم مخصص كافٍ.

تستعرض Deriv مجموعة من مؤشرات الأسهم التي تغطي مناطق متنوعة، من أمريكا الشمالية إلى أوروبا وآسيا، وعلى الرغم من أن هذا التوزيع الجغرافي قد يبدو جذابًا للوهلة الأولى، إلا أن فعالية التداول بهذه المؤشرات تظل مرهونة بجودة تنفيذ الصفقات وشفافية الأسعار، وهما عاملان أثارا تساؤلات عديدة من قبل المستخدمين في تقييمات مختلفة.

فالمتداول المتمرس يعلم أن مجرد تنوع المؤشرات لا يكفي ما لم تكن هناك أدوات تحليل احترافية، وسرعة تنفيذ عالية فعلًا، وليس فقط في البيانات التسويقية.

تقدّم الشركة فرصًا لتداول السلع، تشمل المعادن مثل الذهب والفضة، بالإضافة إلى النحاس والرصاص، وسوق الطاقة وعلى رأسه النفط الخام، إلى جانب السلع الزراعية مثل القهوة والقطن.

لكن عند الحديث عن سوق معقد ومتقلّب مثل سوق السلع، لا يكفي أن تُتاح الأصول للمضاربة فقط، بل الأهم هو جودة البيانات المتوفرة عنها، ومدى وضوح شروط التداول الخاصة بها، وهنا تحديدًا تبدأ بعض علامات الاستفهام بالظهور.

فهل يحصل المتداول فعلًا على بيانات دقيقة لحظيًا؟ وهل يتم تنفيذ أوامر الإغلاق أو وقف الخسارة بالسرعة المطلوبة في تقلبات السوق؟ بعض الآراء المنشورة على مواقع مستقلة تشير إلى العكس، مما يستدعي التروي قبل الانجذاب وراء قائمة السلع المتنوعة.

العملات الرقمية: خيارات واسعة ولكن هل هناك حماية كافية؟

توفر Deriv إمكانية تداول أشهر العملات المشفرة مثل Bitcoin وEthereum، بالإضافة إلى بعض العملات البديلة (Altcoins)، وهو ما يعكس مواكبة المنصة للاتجاهات الحديثة في السوق.

لكن في الوقت نفسه، تفتقر الشركة لأي إشارات واضحة حول كيف تتم حماية المتداول في سوق العملات الرقمية، خصوصًا في ظل غياب ضمانات تنظيمية كافية من جهات رقابة معروفة في هذا القطاع عالي المخاطر.

فضلًا عن أن تداول العملات الرقمية من خلال عقود فروقات CFD – كما هو الحال لدى Deriv – لا يُتيح للمستخدم امتلاك الأصل الحقيقي، مما يجعل التداول أقرب للمضاربة القصيرة الأمد، وليس استثمارًا طويل الأجل، وهو ما قد لا يناسب الجميع، خاصة المبتدئين.

صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)

تشمل عروض Deriv إمكانية التداول في صناديق المؤشرات المتداولة، والتي تتيح للمتداول الدخول إلى قطاعات كاملة من السوق من خلال أصل واحد، مثل مؤشرات التكنولوجيا أو احتياطيات الذهب.

هذا النوع من الأدوات المالية في العادة يتطلب درجة عالية من الشفافية في تسعير العقود، إضافة إلى وضوح الرسوم أو العمولات المرتبطة به، ورغم أن Deriv تروّج لعدم وجود رسوم خفية، إلا أن المعلومات التفصيلية الدقيقة حول طبيعة تلك الصناديق أو مكوناتها غير متاحة بسهولة على موقع الشركة.

وهو أمر قد يربك المتداول غير الخبير، ويجعله يتخذ قرارات مبنية على انطباعات تسويقية أكثر من كونها قرارات تحليلية واعية.

المنصات المتاحة في شركة Deriv

تمتلك Deriv مجموعة واسعة من المنصات التي تحاول من خلالها تلبية احتياجات فئات مختلفة من المتداولين وإليك نظرة على كل منها نعرضها لك عبر موقع كوبونز كوبي:

• Deriv MT5: منصة متقدمة تجمع بين القوة والمرونة، وتدعم تداول الفوركس، العقود مقابل الفروقات، الأسهم، والخيارات، تبدو موجهة بشكل واضح للمتداولين المحترفين الذين يبحثون عن بيئة تداول متكاملة.
• Deriv X: منصة حديثة بتصميم جذاب وميزات مثل التحليل الفني المتطور وتنفيذ الأوامر بشكل آلي، ومع ذلك، يجدر بالذكر أن هذه المنصة غير متاحة للمقيمين داخل الاتحاد الأوروبي، مما قد يشكل عائقًا للبعض.
• Deriv EZ: تم تطويرها خصيصًا للمتداولين المبتدئين بواجهة استخدام بسيطة، لكن أدواتها محدودة نسبيًا مما يجعلها مناسبة أكثر كبداية فقط، وليست للتعمق في عالم التداول.
• Deriv GO: منصة محمولة تتيح التداول أثناء التنقل، لكنها قد لا تُرضي الباحثين عن أدوات تحليلية متقدمة.
• Deriv Trader: منصة ويب تركز على البساطة وسرعة تنفيذ الصفقات، لكن تصميمها البسيط قد لا يكون كافيًا للمتداولين المحترفين الذين يعتمدون على تحليلات عميقة.
• SmartTrader: توفر أدوات تحليلية ورسوم بيانية متقدمة، لكن تصميم الواجهة لا يزال بحاجة إلى تحديث ليتماشى مع المعايير الحديثة.
• Deriv Bot & Binary Bot: منصتان للتداول الآلي؛ الأولى تدعم البرمجة للروبوتات المختلفة، والثانية تركز على تداول الخيارات الثنائية، وعلى الرغم من مرونة هاتين المنصتين، إلا أن التداول الآلي يحتاج لفهم عميق للسوق وخبرة تقنية قد لا تتوفر للجميع.

أنواع الحسابات المتاحة في Deriv

توفر الشركة مجموعة متنوعة من الحسابات لتناسب أنماط التداول المختلفة، وخاصة على منصة MT5 ومنصة Deriv X.

الحد الأدنى للإيداع في Deriv

في ظاهر الأمر، يبدو الحد الأدنى للإيداع في Deriv منخفضًا للغاية، ويبدأ من 5 دولارات فقط، وهو رقم جذاب للمتداولين الجدد، لكن الواقع أكثر تعقيدًا، حيث أن المبلغ الحقيقي الذي تحتاجه للبدء يتوقف على:

• الرافعة المالية المستخدمة.
• حجم اللوت.
• نوع الأصل المالي المتداول.

فعلى سبيل المثال، عند استخدام رافعة 1:30، يتطلب فتح لوت ميكرو حوالي 33 دولارًا، هذه المعلومة ليست واضحة على موقع الشركة، ما يجعل بعض المتداولين يكتشفون التكلفة الفعلية بعد التسجيل، مما قد يسبب ارتباكًا غير مرغوب فيه.

التعليم والأدوات التحليلية

من الجوانب التي تحاول Deriv التميز بها هي تقديم محتوى تعليمي جيد نسبيًا، ويشمل:

المؤشرات الفنية، الرسوم البيانية، التقارير، وأدوات تحليل الأسواق.

تقويم اقتصادي لتتبع الأحداث المهمة المؤثرة على الأسواق.

دروس وندوات تعليمية للمبتدئين.

محتوى متقدم للمتداولين المحترفين.

مجتمع تداول تفاعلي لتبادل الأفكار والخبرات.

لكن بالرغم من ذلك، لا تزال بعض الأدوات التعليمية بحاجة إلى تحديثات أعمق، خاصة للمستخدمين الذين يبحثون عن دورات تفاعلية أو أدوات احترافية أكثر تخصصًا.

الخلاصة

في الختام يمكننا إعطاء Deriv تقييمًا 2.5 من 5، فهي شركة تحاول التطوير وتقدم بعض الجوانب الجيدة، لكنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من الشفافية والتحسينات في خدمة العملاء وتبسيط منصاتها للمستخدمين الجدد لتكون آمنة وموثوقة والاختيار في النهاية يعود إلى أهدافك المالية وخطتك في السوق، لذا من المهم دائمًا تجربة الحساب التجريبي أولًا، ويمكنك التواصل مع فريق فلاجيدو إن كنت ترغب في الحصول على أي استشارة متخصصة في مجال التداول أو الاستثمار.

أسئلة شائعة