مراجعة و تقييم Tickmill 2025

تقدم شركة Tickmill نفسها كواحدة من الأسماء البارزة في عالم التداول، وتحرص على الظهور بمظهر الشركة المتطورة التي تسعى دائمًا لجذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وبينما تحاول الشركة الترويج لنفسها على أنها مرخصة وجيدة السمعة، إلا أن الواقع يكشف عن جوانب تستدعي الكثير من التوقف والتفكير، خاصة فيما يتعلق بمدى مصداقيتها وأمانها الفعلي للمتداولين، وفي هذا المقال سنتعرف على مدى موثوقية هذا الشركة وما الذي تقدمه لعملائها

ما هي شركة Tickmill

ظهرت شركة Tickmill حديثًا في سوق التداول الإلكتروني، حيث تأسست عام 2015، أي أنها لا تزال في بداياتها مقارنة بالشركات ذات الخبرة الطويلة، ورغم محاولاتها الحثيثة للتوسع واكتساب قاعدة عملاء دولية، فإن كونها جديدة في السوق يطرح بطبيعة الحال علامات استفهام حول مدى استقرارها وموثوقيتها على المدى البعيد.

اللافت أن الشركة تتبع مجموعة Tickmill Ltd، المسجلة في سيشل، وهي دولة معروفة بأنها ملاذ شائع للشركات الباحثة عن تراخيص مرنة وأقل صرامة رقابية، هذا وحده كفيل بأن يُضعف ثقة المتداولين الجادين الذين يفضلون وسطاء ذوي تنظيم صارم.

صحيح أن لدى الشركة بعض التراخيص الأخرى في المملكة المتحدة (FCA) وقبرص (CySEC) وماليزيا وجنوب إفريقيا، لكنها توزع عملياتها بين كيانات متعددة، مما يخلق حالة من التشتيت التنظيمي، ويضعف من وضوح المسؤوليات القانونية تجاه العملاء، والأهم من ذلك أن هذه التراخيص لا تضمن بالضرورة حماية فعلية في حالات النزاع أو الإفلاس، خصوصًا عندما يتم تسجيل الحسابات تحت الكيان الموجود في سيشل.

تغطية تأمينية محدودة وغير شاملة لجميع العملاء

تزعم الشركة أنها توفر حماية للعملاء الأوروبيين عبر صندوق تعويض المستثمرين (ICF) بقيمة تصل إلى 20,000 يورو، كما يتمتع عملاؤها في المملكة المتحدة بتأمين حتى 85,000 جنيه إسترليني عبر نظام FSCS، لكنّ هذه الحماية لا تشمل غالبية المتداولين حول العالم، خاصة من هم خارج هذه المناطق، وهو ما يضعهم تحت رحمة تقلبات السوق دون أي ضمانات حقيقية.

خدمات تداول محدودة… رغم كل هذا الترويج

تروج Tickmill لنفسها كمنصة شاملة تقدم بيئة تداول “مثالية”، لكنها في الواقع لا توفر سوى حوالي 180 أداة مالية، وهو عدد أقل من المتوسط الموجود في كبرى الشركات المنافسة، هذا التقييد قد لا يلبي تطلعات المتداولين الباحثين عن تنويع أصولهم الاستثمارية، ويقلل من فرصهم في اغتنام الفرص السوقية.

رغم ما تُعلنه الشركة عن تنفيذ 122 مليون صفقة تداول، وبلوغ عدد عملائها 150,000 حول العالم، فإن هذه الأرقام تُعرض دون أي شفافية حول آليات التنفيذ، أو تقييم تجربة المستخدم الفعلية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة تكتفي بتقديم خدماتها بـ 14 لغة فقط، وهو أمر قد لا يعكس فعليًا اتساع قاعدة عملائها.

الأدوات المالية المتاحة

فيما يلي نظرة نقدية على الأدوات التي توفرها Tickmill نعرضها لك عبر موقع كوبونز كوبي:

• الفوركس: تقدم الشركة 62 زوجًا من العملات، وهو رقم جيد نسبيًا، لكن غير استثنائي بالمقارنة مع وسطاء آخرين أكثر تنوعًا.
• الأسهم: تتيح تداول الأسهم عبر عقود الفروقات، ما يعني أنك لا تملك الأصل الحقيقي، بل تراهن على حركته فقط، وهو ما يزيد من مستوى المخاطر.
• المعادن: تقتصر على الذهب والفضة فقط، مما يُضعف من فرص الاستثمار في هذا السوق الواسع.
• السندات: تتيح بعض السندات الحكومية، ولكن دون تفاصيل واضحة حول مزايا التداول أو تكاليفه.
• المؤشرات: إمكانية الوصول لمؤشرات الأسهم والنفط تبدو جيدة نظريًا، لكن المنصة لا توضح تفاصيل كافية عن شروط التداول أو الرسوم.
• العملات الرقمية: تقدم ثلاث عملات رقمية فقط، وهي Bitcoin وLitecoin وEthereum، ما يجعلها غير منافسة على الإطلاق في هذا المجال سريع التطور.

رغم الجهود الواضحة التي تبذلها Tickmill لبناء صورة احترافية، إلا أن هناك العديد من المؤشرات التي تثير الشكوك حول مصداقيتها كوسيط آمن وجدير بالثقة، من التراخيص الضعيفة إلى قلة الأدوات المالية المتاحة، ومن الحماية المحدودة للعملاء إلى افتقار الشفافية في بيانات الأداء، تظل الشركة خيارًا غير مضمون للباحثين عن بيئة تداول موثوقة وآمنة.

أنواع الحسابات لدى شركة Tickmill

توفر شركة Tickmill ثلاثة أنواع رئيسية من حسابات التداول، وهي: Pro وClassic وVIP، بالإضافة إلى خيار الحساب الإسلامي، ورغم أن هذا التنوع يبدو ظاهريًا كميزة لتلبية احتياجات المتداولين باختلاف مستوياتهم، إلا أن الواقع يُظهر تفاوتًا واضحًا في الشروط والمزايا، مما قد يُربك المتداولين المبتدئين أو يقيّد أصحاب الميزانيات المحدودة.

1- حساب Pro: رسوم منخفضة ولكن بعمولة ثابتة

يُعتبر حساب Pro من أكثر الحسابات التي يروج لها ضمن المنصة، حيث يبدأ السبريد فيه من 0.0 نقطة، وهو أمر جذاب للوهلة الأولى، إلا أن العمولة المفروضة على كل صفقة – بقيمة 2 دولار لكل اتجاه (ذهابًا وإيابًا) لكل 100,000 وحدة – تجعل تكلفة التداول غير منخفضة كما تبدو، خاصة بالنسبة للمتداولين ذوي الصفقات الصغيرة أو المتكررة، أما الحد الأدنى للإيداع، فهو 100 دولار فقط، ما يجعله مناسبًا للمبتدئين، لكن يجب الانتباه إلى أن انعدام الحد الأدنى للرصيد لا يعني خلو الحساب من التكاليف التشغيلية المرتبطة بالتداول.

2- حساب Classic: بدون عمولة ولكن بسبريد مرتفع

يسوق لحساب Classic على أنه الأنسب للمتداولين الذين يفضلون التداول دون دفع عمولات مباشرة، إلا أن السبريد الذي يبدأ من 1.6 نقطة يعتبر مرتفعًا نسبيًا مقارنة بالوسطاء الآخرين، مما قد يُكبّد المتداولين تكاليف غير ظاهرة ولكن مؤثرة، خصوصًا على المدى الطويل، ورغم أنه لا يتطلب حدًا أدنى للرصيد، إلا أن أداءه العام لا يُعد مثاليًا للباحثين عن بيئة تداول احترافية وشفافة.

3- حساب VIP: امتيازات حقيقية بشروط غير واقعية

أما حساب VIP، فيتم تقديمه كخيار “متميز”، بسبريد يبدأ من 0.0 نقطة وعمولة منخفضة تبلغ 1 دولار فقط لكل اتجاه، ورغم أن هذه المواصفات مثالية على الورق، إلا أن شرط الحفاظ على رصيد لا يقل عن 50,000 دولار أمريكي يجعله حكرًا على فئة ضيقة من المتداولين المحترفين، ويغلق الباب أمام الغالبية العظمى من المستخدمين الذين لا يمتلكون هذه السيولة.

4- الحساب الإسلامي: امتثال جزئي للشريعة مع تحفظات

تُقدّم الشركة خيار الحساب الإسلامي عبر جميع أنواع الحسابات، ولكن يجب التقدم بطلب خاص لتحويل الحساب، وهو أمر قد لا يناسب بعض المستخدمين، وعلى الرغم من أن الشركة تُعفي الحسابات الإسلامية من رسوم التبييت خلال الأيام الثلاثة الأولى، فإنها تبدأ بفرض رسوم تحت مسمى “رسوم يومية” من اليوم الرابع، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى التزامها الحقيقي بمبادئ الشريعة الإسلامية، لذا، يُنصح المتداولون الحريصون على الالتزام الديني بالتأكد من تفاصيل هذه الرسوم قبل فتح الحساب.

العمولات والرسوم

تروج شركة Tickmill لنفسها كوسيط منخفض التكاليف، ولكن نظرة فاحصة إلى هيكل العمولات تكشف خلاف ذلك، فبالرغم من أن بعض الحسابات مثل Pro وVIP تأتي بسبريد يبدأ من 0.0 نقطة، إلا أن العمولة الثابتة التي تفرضها الشركة – سواء كانت 2 دولارًا في حساب Pro أو 1 دولارًا في حساب VIP لكل 100,000 وحدة – تجعل تكلفة الصفقة مرتفعة بشكل غير مباشر، خصوصًا للمتداولين الذين لا يتعاملون بأحجام كبيرة.

أما حساب Classic، فرغم كونه “خاليًا من العمولات”، إلا أن السبريد المرتفع الذي يبدأ من 1.6 نقطة يجعل منه خيارًا غير اقتصادي، حيث يتحمل المتداول فرق السعر مباشرة عند فتح الصفقة.

وعلى الرغم من أن Tickmill لا تفرض رسومًا على الإيداع أو السحب، إلا أن تكلفة التداول الحقيقية تتجلى في التنفيذ والعمولات والسبريد، لا سيما مع غياب عروض أو خصومات مغرية للمتداولين النشطين.

منصات التداول

تعتمد Tickmill على منصتي MetaTrader 4 وMetaTrader 5، وهما من أكثر المنصات شهرة وانتشارًا في عالم التداول، ورغم أن هذا الاعتماد يمنح المستخدمين واجهة مألوفة وأدوات قوية، إلا أن غياب أي منصة مملوكة للشركة أو حلول مبتكرة يُعد نقطة ضعف في حد ذاته.

فالشركات المنافسة باتت تسعى إلى تخصيص واجهات تداول مرنة أو توفير أدوات تحليل متقدمة تميزها عن غيرها، بينما اكتفت Tickmill بتوفير تجربة نمطية، دون أي إضافة حقيقية للمستخدم، كذلك، فإن الشركة لا تقدم أدوات نسخ صفقات مدمجة أو منصات اجتماعية مثل التي أصبحت شائعة لدى وسطاء آخرين.

ويقتصر الابتكار الوحيد على بعض أدوات التحليل المحدودة، والتي غالبًا ما تكون متاحة بالفعل ضمن المنصات الأصلية نفسها.

مزايا وعيوب شركة Tickmill

المزايا:

• تنظيم قوي: الشركة مرخصة من هيئات رقابية محترمة مثل FCA البريطانية وCySEC القبرصية، ما يضفي نوعًا من الموثوقية.
• تنفيذ سريع: تشتهر الشركة بسرعة تنفيذ الأوامر، خاصة مع حسابات Pro وVIP.
• خيارات متنوعة للحسابات: تلبي احتياجات شرائح متعددة من المتداولين، على الأقل من حيث المظهر العام.

العيوب

• شروط حساب VIP غير واقعية: رصيد 50,000 دولار كحد أدنى يجعل الوصول لهذا الحساب صعبًا.
• رسوم خفية للحسابات الإسلامية: فرض رسوم بعد اليوم الثالث يتعارض مع مفهوم التداول الإسلامي.
• غياب الابتكار في المنصات: الاعتماد الكامل على منصات ميتاتريدر دون تطوير حلول خاصة.
• دعم تعليمي وتسويقي محدود: المحتوى التعليمي والتوعوي لا يرقى لمستوى المنافسين، ويظهر كونه شكليًا في بعض الأحيان.

التقييم النهائي: Tickmill خيار لا بأس به، لكنه ليس الأفضل

في النهاية في ظل المنافسة الشرسة في سوق الوساطة المالية، تُقدّم Tickmill نفسها كخيار متوسط لا يثير الكثير من الحماس، فبينما تمتلك الشركة تنظيمًا قويًا وهيكل حسابات متنوعًا، إلا أن غياب أي ميزة فارقة – سواء من حيث الابتكار أو دعم المتداولين يجعلها أقرب إلى “الخيار غير الآمن ” وليس “الخيار المثالي” إذا كنت متداولًا مبتدئًا تبحث عن تجربة سهلة وبسيطة، فقد تجد بعض الراحة في حساب Classic، لكنك ستدفع تكلفة ذلك في السبريد المرتفع، وإذا كنت محترفًا قادرًا على إيداع عشرات الآلاف من الدولارات، فقد يجذبك حساب VIP، لكن الشركات الأخرى تقدم امتيازات مشابهة دون هذه القيود، ويمكنك التواصل مع فريق فلاجيدو للحصول على أي استشارة متخصصة أو مساعدة في مجال التداول.

أسئلة شائعة