أكبر 10 فضائح للشركات العالمية
مقدمة
تعد القيم والأخلاق أحد الأعمدة التي يتم بناء الشركات عليها، والكثير من الموظفين يضعون سمعة الشركة وأخلاقياتها وقيمها في الاعتبار قبل التقدم للوظيفة، وفي إحصائية سابقة، أظهرت استطلاعات الرأي أن ما يقرب من 82% من الموظفين يفضلون العمل في بيئة ذات رواتب أقل وممارسات أخلاقية عالية، على العمل في بيئة ذات سقف رواتب مرتفع ولكنها ذات أخلاق مشينة أو مشبوهة.
يحتاج عادةً رواد الأعمال على توفير الضمانات الكافية للموظفين بل والعملاء أيضاً بشأن تمتع الشركة خاصتهم بالأخلاق والمبادئ اللازمة للشعور بالراحة والثقة تجاه الشركة، وفي حال قيام أحد الشركات بأي من الأعمال الأخلاقية، فإنها تفقد جزء كبير من ثقة عملائها وحصتها من المستهلكين في السوق، وبالتالي يؤثر ذلك بالسلب على عائدات الشركة بوجه عام.
ويظهر لنا في الساحة من وقت لآخر بعض الأمور المخجلة أو الفضائح لكبار الشركات الضخمة. وتسفر تلك الحوادث عن وقوع الشركة في وضع لا يحمد عقباه ويصعب بل ويكاد أن يستحيل الخروج منه.
نستعرض لك في هذه المقالة أكبر 10 فضائح أخلاقية للشركات العالمية، ومدي تأثير تلك الأزمات علي سعر سهم الشركة، وما الذي يمكنك القيام به كمستثمر لحماية أموالك بالشكل الصحيح واستباق الأزمة قبل وقوعها.
1- فضيحة سامسونج (Samsung)
واجهت شركة سامسونج فضيحة حينما أدين الوريث الشرعي للشركة "لي جاي يونغ" في عدد من القضايا المتعلقة بالرشاوي منذ عام 2017 ودخوله للسجن مرتين، وفي نهاية المطاف، حكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف العام حتى تم إطلاق سراحه بعد أقل من عام، كل ذلك كان له تأثير مؤقت على وضع سهم سامسونج ولكنه عاد إلى الارتفاع مرة أخري. حيث وصل سعر سهم سامسونج في بداية عام 2024 إلى ما يقارب الـ73 دولار أمريكي.
2- فضيحة جوجل (Google)
واجهت "جوجل" عدة فضائح، وعدد منها بالتحديد يرجع إلي عام 2018، في مارس وقعت "جوجل" اتفاقية مع وزارة الدفاع لاستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل "مشروع مافن"، والذي يزيد من دقة ضربات الطائرات من دون طيار على الأهداف، مما أدي إلى دفع عدد من موظفي الشركة لتقديم خطابًا للمدير التنفيذي لحثه على إنهاء العقد وعليه، أعلنت الشركة بعد تعرضها للكثير من الضغوط الداخلية والخارجية أنها لن تجدد عقدها مع وزارة الدفاع حتى عام 2019.
وقد أوضحت تقارير عن دفع "جوجل" في نفس العام لمكافأة مالية قدرها 90 مليون دولار لمبتكر نظام تشغيل أندرويد، آندي روبن، بالرغم من تورطه في فضيحة جنسية بعد أن كانت قد إقالته عام 2014 دون الكشف عن سبب الإقالة، إلا أنها أعلنت لاحقاً أنه كان متورطا في علاقة جنسية مع إحدى موظفات الشركة بعد تقديمها لشكوى ضده.
وفي سبتمبر من نفس العام، أصدرت "وول ستريت جورنال" بياناً يسلط الضوء على حدوث خلل برمجي تسبب في كشف البيانات الشخصية لحوالي 500 ألف مستخدم في تطبيق "جوجل بلاس" وبعد ذلك أعلنت الشركة عن لإنهاء حياة تطبيقها "جوجل بلاس".
أدت كل تلك الأحداث وغيرها إلى حدوث تذبذب في حال سهم الشركة حتى بلغ أدنى مستوياته مسجلاً 49.50$ في ديسمبر من ذلك العام.
لكن الآن استطاع سهم جوجل والمدرج تحت اسم (Alphabet) ان يعود ويقفز مرة أخرى للساحة العالمية مسجلًا في بدايات عام 2024 سعر يتخطى الـ 150 دولار أمريكي.
3- فضيحة فيسبوك (Facebook)
أحد الفضائح الكبرى كانت قد واجهتها فيسبوك في عام 2018، حينما تم الكشف عن سوء الإستخدام البيانات الشخصية لحوالي 87 مليون مستخدم دون إذن مسبق من المستخدمين من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا وإستخدامها في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب سابقاً في عام 2016.
ونتيجة لذلك ظهر العديد من الحركات التي تدعو إلى مسح التطبيق من الهواتف المحمولة، كل ذلك أدى إلى هبوط حاد في سعر سهم فيسبوك حيث انخفض السهم إلى حوالي 20% من قيمته.
ولكن استطاع سهم فيسبوك والمعروف بـ (Meta) أن يخرج من عثرته، حيث وصل سعر سهم ميتا في مطلع عام 2024 إلى 394 دولار أمريكي.
4- فضيحة تسلا (Tesla)
لم يعلم إيلون ماسك أن نشره لتغريدة على تويتر ستكلفه ثمناً باهظاً، ففي عام 2018 ذكر أنه يفكر في وضع خطة يضمن من خلالها وصول سعر سهم تسلا الواحد حوالي 420 دولارًا.
أدى ذلك إلى تقديم هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) دعوى قضائية ضد إيلون ماسك متهمة فيها بالتضليل والغش.
مما إضطر ماسك إلى دفع 20 مليون دولار لتسوية القضية وكذلك الإستقالة من منصبه كرئيس لمجلس إدارة شركة تسلا.
ويسجل الآن سهم تسلا تراجعًا تاريخيًا حيث وصل في بداية عام 2024 إلى ما يقرب من 180 دولار أمريكي.
5- فضيحة أبل (Apple)
كان قد قدم العديد من الأمريكيون العديد من الدعاوى القضائية ضد عملاق الهواتف أبل، يتهمون فيها الشركة بإبطاء هواتف آيفون القديمة عن عمد، وذلك بغرض إجبار عملاء أبل على شراء هواتف آيفون الجديدة.
وكانت الشركة قدمت اعتذاراً مبرراً على أنه "سوء فهم" وانها مشكلة متعلقة بالبطارية، وبمجرد استبدالها فإنه سوف تتحسن حالة وسرعة تشغيل الهاتف على الفور، مع توفير عرض استبدال بطاريات هواتف آيفون القديمة مقابل 29 دولاراً بدلاً من 79 دولاراً، ولكن لم يكن لذلك الحدث الأثر الملحوظ على سعر السهم. ووصل سعر سهم أبل في 2024 إلى 192 دولار أمريكي.
6- فضيحة فولكس فاجن (VOLKSWAGEN)
بدأت فضيحة انبعاثات فولكس فاجن الشهيرة المعروفة باسم "diesel gate" أو "فضيحة الانبعاثات" في شهر سبتمبر 2015 عندما أعلنت هيئة حماية البيئة الأمريكية (EPA) اعتقادها بشأن غش فولكس فاجن في اختبار الانبعاثات الخاص بها، وفيما بعد اتضح أن فولكس فاجن كانت تقوم ببرمجة سياراتها التي تعمل بالديزل ببرامج من شأنه أن يكتشف وقت خضوع السيارة للاختبارات وعليه يقوم بتشغيل أدوات للتحكم في تقليل انبعاثات غاز النيتروجين.
وأدى هذا الكشف عن تقديرات تشير إلى تأثر حوالي 11 مليون سيارة بتلك التقنية، وعليه انهار قيمة سهم فولكس فاجن بحوالي 40% في سبتمبر 2015، ومنذ ذلك الحين، يمر سهم فولكس فاجن بتخبطات، ولم يتعافي من آثار تلك الأزمة بعد. حتى وصل سعر سهم فولكس فاجن في بداية عام 2024 إلى 115 يورو.
7- فضيحة إنرون (Enron)
تعد فضيحة إنرون واحدة من أشهر فضائح المؤسسات على مر التاريخ، حيث شكك المحللون في أوائل عام 2001 في سجل الحسابات المقدمة في التقرير السنوي للشركة، وعليه وجدت هيئة الأوراق المالية والبورصات إخفاء شركة إنرون دفعات مالية تقدر بمليارات الدولارات عبر هيئات ذات أغراض خاصة، مما جعل من الصعب معرفة كيف حصلت إنرون على تلك الأموال، وعليه انصهر سعر سهم إنرون إلى أقل من الدولار الواحد، وأعلنت إنرون وقتها أكبر إفلاس في التاريخ.
8- فضيحة ليمان براذرز (Lehman Brothers)
أعلنت مؤسسة ليمان براذرز في عام 2008 إفلاسها بعد وقوعها ضحية لأزمة متعلقة بالرهن العقاري عالي المخاطرة، حيث كان البنك يقوم باقتراض رأس مال ضخم بعدة سنوات وذلك من أجل قروض أولئك الذين يريدون شراء العقارات.
9- فضيحة بوينج (Boeing Co)
واجهت شركة تصنيع الطائرات "بوينج" أزمة تتعلق بطائراتها 737 ماكس بعد الحادثين أسفرا عن مقتل 346 راكباًـ وتبين التحقيق اللاحق للطائرة إلى وجود عيوب متعلقة بالتصميم. وتبعاً لذلك، تأثر بشدة سعر سهم بوينج حيث انخفض السهم بنسبة 25٪ تقريبا، ودفع غرامة مالية كبيرة تقدر بحوالي 2.5 مليار دولار.
ووصل سعر سهم بوينج في عام 2024 إلى ما يقارب الـ 200 دولار أمريكي.
10- فضيحة أوبر (Uber)
تعرضت أوبر لفضيحة ضخمة متعلقة بالتحرش الجنسي بعدما أعلنت المهندسة السابقة للشركة سوزان فاولر عن تعرضها للتحرش الجنسي والتمييز على حسب الجنس أثناء عملها في الشركة.
أدي ذلك في النهاية إلى إطاحة ترافيس كالانيك من منصبه كمدير تنفيذي للشركة، واضطر "دارا خسروشاهي" إلى التعامل مع عدد من القضايا الحرجة في فترة قصيرة مثل حظر أعمال أوبر في المملكة المتحدة، وتعرض الشركة للإختراق وأمست بيانات 57 مليون مستخدم في وضع حرج، كل ذلك اضطر أوبر إلى التخلي عن جزء من حصتها في السوق لشركة "ليفت".
وأضرت تلك الأحداث بسعر السهم حتى وصل إلى 21 دولار في يوليو 2022. ولكن عادت الشركة للاستفاقة مرة أخرى وارتفع سعر سهم أوبر حتى وصل إلى 65 دولار أمريكي في بدايات 2024.
ماذا يمكنك عمله كمستثمر؟
كونك مستثمر في أسهم أحد الشركات - سواء التي سبق ذكرها أو غيرها - يجعلك في موضع تساؤل حيال وضع الشركة نتيجة لعدم معرفتك بالأمور الداخلية لها، ولكننا نخبرك ببعض الخطوات الإستباقية التي تمكنك من إستباق الحوادث قبل حدوثها:
- الإطلاع المستمر على السوق وأخبار الشركة التي قمت بشراء أسهمها.
- متابعة توصيات الخبراء على كبار المنصات التداولية.
- نسخ صفقات المتداولين المحترفين على المنصة التي تقوم بالتداول من خلالها.
- استخدام أوامر السوق التي تقيك من الخسائر المحتملة.
- ولأن الاستثمار الدولي سلاح ذو حدين. سنرشدك من هنا في التعرف على الاستثمار الدولي بين الفوائد والمخاطر. ماهيته وعن أقوى الأسهم الأمريكية والعالمية للاستثمار بها في عام 2024. كذلك كيفية تجنب مخاطر الاستثمار الدولي والشركات التي من الممكن ان تضر باستثمارك.
الخلاصة
يمكن للفضائح الأخلاقية للشركات أن تؤذي بالمظهر العام للشركة بشكل هائل، الأمر الذي يجعل الموظفين والمستهلكين بالنفور من الشركة والتشكك بشأن مستقبلها، وكذلك الطريقة التي تتفاعل من خلالها الشركة مع الفضائح والمصائب الأخلاقية الحادثة تخبر عن الشركة وعن قيمها الأساسية.
وما يجب عليك كمستثمر عربي هو البقاء على إطلاع مستمر علي آخر الأخبار. ولا تتردد في التواصل مع خبرائنا في أي وقت ونحن سنخبرك بالملف السابق بالكامل عن الشركة التي تريد، وكذلك التطلعات المستقبلية عن سهمها.